في أي تصنيف تصنف بيتك ؟ سؤال مهم

[في أي تصنيف تصنف بيتك ؟ سؤال مهم .....

الحمدلله خالق الأكوان ..ومعقب الليل على النهار... ومجازي الإحسان بالإحسان .. والصلاة والسلام خير الأنام .. محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأزكى سلام ... أما بعد :

فالكنوز التي يبحث عنها الناس كثيرة .. وعديدة .. ولكن فرق بين من همته تبلغ الثريا .. ومن همته في الثرى .. والهمة .. دليل على سمو النفس أو دنوها .. فاختر لنفسك ما تريد تكن أنت هو ..

** نقطة نظام **

من منا لا يريد عن السعادة .. ومن منا لا يبحث عنها .. ومن منا عاش فيها وسئم منها .. ومن منا عرفها فرغب عنها .. ومن .. ومن .. ومن ..

إنها مطلوب كل مخلوق .. فيها يسعد البال وتتيسر الحال.. وتطمئن النفس وتهدأ ..

كم دُفعَ في طلبها من الأموال .. وبنيت من أجلها القصور العظام .. ومع هذا فإن السعادة الحقة هي في طاعة الرحمن .. والفوز بالجنان .. والنجاة من النيران ..

** جزء من مقال **

... إن سعة الدار في الإسلام ممدوحة .. ففيها انشراح وسعة بال .. وتوسعة لأهل بيته وإعمار ..ويفهم من هذا أن ضيق البيت مذموم .. ومصيره الخراب والتعطيل ..

ولاشك أن الدور الخربة لا يحبها أحد .. ولا يسكنها لبيب .. فلها من اسمها نصيب .. فهي خربة .. مأوى للشياطين .. عنها الناس غافلون .. وفيها زاهدون .. ليس لها قيمة ولا اعتبار .. بل السلامة في الابتعاد عنها ..

ولو طلب من أحدنا سكناها ما قبل .. ول كان فيها ما رضي ..

هذه حال كثير منا في دورهم في هذه الحياة .. لكن ثمة دار قد غفل عنها البعض . والقلة هم من رضي بتلك الحال فإياك أن تكون أو تكوني منهم ..

ألا وهي دور القلوب وما تحويه الصدور ..

إن هذه الدور إذا وجدت فيها السعادة .. فقد وجد صاحبها الخير والطمأنينة .. والاستقرار والرضا .. وإذا كانت خربة فقل عليها السلام .. فإنه لا ينفع فيها جمال متاع ولذة طعام ..

وكيف نعرف أن هذه الدور خربة أم لا ؟ نقول اسمع كلام من عمر الله قلبه بالمحبة والإيمان والطاعة ..

أورد الإمام أحمد رحمه الله في مسنده [1846] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْانِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ‏.‏

فهل في صدرك شيء من كلام الله .. إن قَدَرَ ما يحمله صدرك من هذا الكلام .. هو قدر ما تحمله من السعادة .. وهي منزلتك في الجنان .. إن كنت من أهلها..

أما إن لم يكن فيه شيء .. فماذا تنتظر .. هذا شهر القرآن .. قد أظلك .. فابدأ وليس شرط السعادة أن تحفظ القرآن كاملا .. كلا.. فهناك من الصحابة من لم يحفظه كاملا .. لكن لا تكن له هاجرا .. ليكن له في صدرك محبة وتلاوة .. تفهم وتدبر .. واحفظ منه ما تيسر ..

فابدأ وليكن أول حفظك ما ورد فيه الفضل والقرآن كله فضل .. وما كان له من تكرار كآيات الأذكار .. فعلى سبيل المثال ابدأ بما يلي :

[1] أول خمس آيات من سورة البقرة – آية الكرسي- آخر آيتين من سورة البقرة – أول عشر آيات أو آخرها من سورة الكهف- أول ثلاث آيات من سورة غافر- آخر ثلاث آيات من سورة الحشر- سور الإخلاص والفلق والناس. " فهذه كلها إما أنها تقال في الصباح والمساء لأنها من الأوراد اليومية وإما بها يحفظ الإنسان ".

[2] آيات الرقية في كتاب الله- سورة تبارك- سورة الكهف- سورة السجدة. " فسورة تبارك تشفع في القبر وتنجي من عذابه وهي والسجدة ورد قراءتهما يوميا قبل النوم وسورة الكهف وردت في يوم الجمعة ".

[3] البقرة وآل عمران. "فقد ورد فيهما أنهما تظلان العبد يوم القيامة وتحاجان عنه" .

وهكذا .. ابدأ واستمر .. فإن تاقت نفسك لإكمال كلام الله .. فاصدق مع الله ومن صدق معه صدقه الله وأعانه ووفقه .. وإياك أن تصدك معاصيك وتقصيرك .. عن هذا الخير .. فاعمر قلبه بكلامه .. وإن كان ظاهرك عدم الصلاح فما يدريك لعل رحمة من الله تدركك .. وفقنا الله وإياك لما فيه رفعة الدرجات ومحو السيئات ..

جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك